بالمال ينقاد كلّ صعبٍ ... من عالم الأرض والسماء
يحسبه عالمٌ حجاباً ... لم يعرفوا لذّة العطاء
لولا الذي في النفوس منه ... لم يجب الله في الدعاء
لا تحسب المال ما تراه ... من عسجد مشرق لراء
بل هو ما كنت يا بني ... به غنيّاً عن السّواء
فكن بربّ العلا غنيّاً ... وعامل الخلق بالوفاء وقال:
نبّه على السّرّ ولا تفشه ... فالبوح بالسّرّ له مقت
على الذي يبديه فاصبر له ... واكتمه حتى يصل الوقت وقال:
قد ثاب غلماننا علينا ... فما لنا في الوجود قدر
أذنابنا صيّرت رؤوساً ... ما لي على ما أراه صبر
هذا هو الدّهر يا خليلي ... فمن يقاسيه فهو قهر ونظم الشيخ محيي الدين هو البحر الذي لا ساحل له.
ولنختم ما أوردنا منه بقوله:
يا حبّذا المسجد من مسجد ... وحبّذا الروضة من مشهد
وحبّذا طيبة من بلدةٍ ... فيها ضريح المصطفى أحمد
صلّى عليه الله من سيّدٍ ... لولاه لم نفلح ولم نهتد
قد قرن الله به ذكره ... في كلّ يوم فاعتبر ترشد
عشرٌ خفيّاتٌ وعشرٌ إذا ... أعلنّ بالتأذين في المسجد
فهذه عشرون مقرونة ... بأفضل الذكر إلى الموعد