وذكر غير واحد أنّه حدّث ببغداد بحديث واحد، والله أعلم؛ وهو من أبناء الستين (?) .
49 - ومنهم ابن أبي روح الجزيري، ومن شعره لما تغرب بالمشرق قوله:
أحنّ إلى الخضراء في كلّ موطن ... حنين مشوقٍ للعناق وللضّمّ
وما ذاك إلاّ أنّ جسمي رضيعها ... ولا بدّ من شوق الرضيع إلى الأمّ 50 - ومنهم العالم أبو حفصٍ عمر بن حسن الهوزني (?) ، الحسيب العالم المحدّث، ذكره ابن بسام في الذخيرة والحجاري في " المسهب " (?) ، وسبب رحلته للمشرق أنّه لمّا تولى المعتضد بن عبّاد خاف منه، فاستأذنه في الحج سنة 444، ورحل إلى مصر، ثم إلى مكّة، وسمع [في طريقه كتاب] صحيح البخاري، وعنه أخذه أهل الأندلس، ورجع، وسكن إشبيلية وخدم المعتضد، فقتله [ومن خاف (?) من شيء سلط عليه، وكان قتله يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول (?) ] سنة ستين وأربعمائة.
ومن شعره يحرّضه على الجهاد:
أعبّاد جلّ الرّزء والقوم هجّع ... على حالةٍ من مثلها يتوقّع
فلقّ كتابي من فراغك ساعة ... وإن طال فالموصوف للطول موضع
إذا لم أبثّ الداء ربّ شكاية ... أضعت، وأهلٌ للملام المضيّع [ووصله بنثر، وهو] : وما أخطأ السبيل من أتى البيوت من أبوابها،