وقال الباجي أبو الوليد رحمه الله تعالى:
مضى زمن المكارم والكرام ... سقاه الله من صوب الغمام
وكان البرّ فعلاً دون قولٍ ... فصار البرّ نطقاً بالكلام وذيّله بعضهم بقوله:
وزال النّطق حتّى لست تلقى ... فتىً يسخو بردٍّ للسّلام
وزاد الأمر حتّى ليس إلاّ ... سخيٌّ بالأذى أو بالملام 46 - ومنهم الفقيه العالم الشهير أبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب الفهري الطرطوشي (?) صاحب سراج الملوك، ويعرف بابن أبي رندقة (?) - بالراء المهملة المفتوحة، وسكون النون - وكفى بسراج الملوك دليلاً على فضله.
ذكره ابن بشكوال في الصلة، وتوفّي بالإسكندرية، في شعبان، وقيل: جمادى الأولى سنة عشرين وخمسمائة (?) ، وزرت قبره بالإسكندرية، وممّن أخذ عنه الحافظ القاضي أبو بكر ابن العربي وغيره.
ومن نظم الطرطوشي قوله من رسالة:
أقلّب طرفي في السّماء تردّداً ... لعلّي أرى النّجم الذي أنت تنظر
وأستعرض الرّكبان من كلّ وجهةٍ ... لعلّي بمن قد شمّ عرفك أظفر