ألم تتعلّم يا أخا الظّلم أنّني ... برغمك ناهٍ منذ عشرٍ وآمر

تذلّ لي الأملاك حرّ نفوسها ... وأركب ظهر النسر والنسر طائر

وأبعث في أهل الزمان شوارداً ... تليّنهم وهي الصعاب النوافر

فإن أثو في أرض فإنّي سائرٌ ... وإن أنأ عن قومٍ فإنّي حاضر

وحسبك أن الأرض عندك خاتمٌ ... وأنّك في سطح السلامة عاثر

ولا لوم عندي في استراحتك التي ... تنفست عنها والخطوب فواقر

فإنّي للحلف الذي مرّ حافظٌ ... وللنزعة الأولى بحاميم ذاكر

هنيئاً لكلٍّ ما لديه فإنّنا ... عطيّة من تبلى لديه السرائر ومن شعر أبي محمد ابن حزم يخاطب قاضي الجماعة بقرطبة عبد الرحمن ابن بشر (?) :

أنا الشمس في جوّ العلوم منيرةً ... ولكنّ عيبي أنّ مطلعي الغرب

ولو أنّني من جانب الشرق طالعٌ ... لجدّ على ما ضاع من ذكري النهب

ولي نحو آفاق العراق صبابةٌ ... ولا غرو أن يستوحش الكلف الصبّ

فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم ... فحينئذ يبدو التأسف والكرب

فكم قائلٍ أغفلته وهو حاضرٌ ... وأطلب ما عنه تجيء به الكتب

هنالك يدري أن للعبد قصّةً ... وأن كساد العلم آفته القرب

فيا عجباً من غال عنهم تشوّقوا ... له، ودنوّ المرء من دارهم ذنب

وإنّ مكاناً ضاق عنّي لضيّقٌ ... على أنّه فيحٌ مهامهه سهب

وإنّ رجالاً ضيّعوني لضيّعٌ ... وإنّ زماناً لم أنل خصبه جدب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015