الجماعة المعبر عنها في المشرق بقضاء القضاة ستة عشر عاماً كاملة، لم يحفظ عليه فيها جور في قضية، ولا قسم بغير سويّة، ولا ميل بهوى، ولا إصغاء إلى عناية، رحمه الله تعالى ورضي عنه؛ ودفن بمقبرة قريش بالرّبض الغربي من قرطبة أعادها الله تعالى، جوفّي مسجد السيدة الكبرى، بقرب داره.
وله، رحمه الله تعالى، تواليف مفيدة: منها كتاب أحكام القرآن والناسخ والمنسوخ وغير ذلك في الفقه والكلام في الرد على أهل المذاهب، تغمده الله تعالى برضوانه.
وكتب بعض الأدباء إلى القاضي منذر بقوله:
مسألة جئتك مستفتياً ... عنها، وأنت العالم المستشار
علام تحمرّ وجوه الظّبا ... وأوجه العشاق فيها اصفرار فأجاب منذر بقوله:
احمرّ وجه الظّبي إذ لحظه ... سيفٌ على العشاق فيه احورار
واصفرّ وجع الصّبّ لمّا نأى ... والشمس تبقي للمغيب اصفرار 7 - وممّن رحل إلى المشرق (?) من الأندلس فشهد له بالسبق، كل أهل المغرب والشرق، والإمام العلامة أبو القاسم الشاطبي (?) ، صاحب " حرز الأماني " و " العقيلة "، وغيرهما.