طابت بطيب لثاتك الأقداح ... وزهت بحمرة خدّك التّفّاح
وإذا الرّبيع تنسّمت أرواحه ... طابت بطيب نسيمك الأرواح (?)
وإذا الخنادس لبست ظلماءها ... فضياء وجهك في الدجى مصباح فكتبها القاضي في ظهر يده، وخرج من عنده، قال يونس بن عبد الله (?) : فلقد رأيته يكبّر للصلاة على الجنازة والأبيات مكتوبةٌ على ظهر كفّه.
وكان، رحمه الله تعالى، في غاية اللطف، حكى بعض أصحابه قال (?) : ركبنا معه في موكب حافل من وجوه الناس، إذ عرض لنا فتىً متأدّب قد خرج من بعض الأزقّة سكران يتمايل، فلمّا رأى القاضي هابه وأراد الانصراف فخانته رجلاه، فاستند إلى الحائط وأطرق، فلمّا قرب القاضي رفع رأسه وأنشأ يقول:
ألا أيّها القاضي الذي عمّ عدله ... فأضحى به بين الأنام فريدا
قرأت كتاب الله تسعين مرّةً ... فلم أر فيه للشراب حدودا
فإن شئت جلداً لي فدونك منكباً ... صبوراً على ريب الزّمان جليدا
وإن شئت أن تعفو تكن لك منّةٌ ... تروح بها في العالمين حميدا
وإن أنت تختار الحديد فإنّ لي ... لساناً على هجو الزّمان حديدا فلمّا سمع شعره وميّز أدبه أعرض عنه وترك الإنكار عليه، ومضى لشأنه؛ انتهى ملخّصاً من المطمح.
ورأيت بخطي في بعض مسوّداتي ما صورته (?) : محمد بن عبد الله بن يحيى ابن يحيى الليثي قاضي الجماعة بقرطبة، سمع عمّ أبيه عبيد الله (?) بن يحيى ومحمد