أين أيامنا اللواتي تقضت إذا زجرنا للوصل أيمن طير

ثم قول غيره ممن حن وأن، وقلق قلبه وما اطمأن:

أحن إلى مشاهد أنس إلفي وعهدي من زيارته قريب

وكنت أظن قرب العهد يطفي لهيب الشوق فازداد اللهيب

وربما تجلدت مغالطاً، متعللاً بقول من كان لإلفه مخالطاً:

حضرت فكنت في بصري مقيماً وغبت فكنت في وسط الفؤاد

وما شطت بنا دار ولكن نقلت من السواد إلى السواد

وقول غيره:

وكن كمن شئت من قرب ومن بعد فالقلب يرعاك إن لم يرعك البصر

وبقول الوداعي:

يا عاذلي في وحدتي بعدهم وأن ربعي ما به من جليس

وكيف يشكو وحدة من له دمع حميم وأنين أنيس

ثم رددت هذه الطريقة، بقول بعض من لم يبلعه السلو ريقه:

لا رعى الله عزمة ضمنت لي سلوة القلب والتصبر عنهم

ما وفت غير ساعةً ثم عادت مثل قلبي تقول لا بد منهم

وبقول ابن آجروم، في مثل هذا الغرض المروم:

يا غائباً كان أنسي رهن طلعته كيف اصطباري وقد كابدت بينهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015