تعظم فيها أجور الأعمال- وهو موضع العبادة المجبورة، وينبغي ألا يتأخر الجابر عن المجبور- أن ذلك ربما نقص الأجر، فأخبر الله تعالي أنها كاملة الأجر، ولا يتوهم المتوهم، فقوله تعالى: (كاملة) لم يرد كاملة العدد، بل كاملة الأجر وهذه هي الفائدة

قوله تعالى: (فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة) [الحاقة:13] و (لا تتخذوا إلهين اثنين) [النحل:51]

قال النحاة: النعت هاهنا للتأكيد، والتأكيد فيه فائدة، وهي: إبعاد المجاز عن ذهن السامع.

وفي الآية الثانية جواب آخر وهو: أن ال في الآية تقديما وتأخيرا تقديره، ولا تتخذوا إلهين، فقد استفدنا من المفعول الثاني مالم نستفده من المفعول الأول، ولا تأكيد هاهنا، بل استثناء.

قوله: (عام خص منه البعض)

اعلم أن في الآية ضميرين.

أحدهما: يستحيل عوده على الله تعالى.

والآخر يجوز. أما الضمير في قوله تعالى: (آمنا به) فلا يستحيل، لأن الإيمان هو التصديق، والتصديق على الله تعالى جائز وواحب فرن الله تعالى يصدق رسله ونفسه بالكلام النفساني وجوبا، فإن خبره تعالى عن الواقعات واجب الوجود لذاته.

والإخبار الجائز هو الإخبار بالكلام النفساني المخلوق في عباده، فيجوز ذلك كما قال الله تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو) [آل عمران:18]، ونحوه فلا حاجة إلى التخصيص من هذا الضمير، والضمير الذي يستحيل عوده عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015