البحث الخامس في أن الحصر هل هو ثابت في هذه الثلاثة أم لا؟

بطلان الحصر بأمور سبعة

البحث الخامس

في أن الحصر هل هو ثابت في هذه الثلاثة أم لا؟ فأقول:

الدليل على الحصر: أن المدلول إما ما وضع له اللفظ أو لا.

والأول: دلالة المطابقة.

والثاني: إما أن يكون المدلول داخلا فيما وضع له اللفظ أو لا، فالأول دلالة التضمن.

[والثالث] الالتزام، فثبت بهذا التقسيم الدائر بين النفي والإثبات الحصر في الثلاث.

فإن قيل: هذا الحصر باطل بأمور سبعة:

الأول: أن اللفظ الواقع في البراهين نحو قولنا: العالم متغير، وكل متغير حادث، فالعالم حادث، فهذه العبارات في هذه المقدمات دالة على حدوث العالم، ودلالتها لا يمكن أن يقال: إنها مطابقة، فإن الدليل فيها إنما نشأ عن مجموع هذه الألفاظ لا عن بعضها، والمجموع لم يوضع لحدوث العالم حتى يدل عليه مطابقة ولا تضمنا، لأن التضمن: هو دلالة اللفظ على جزء مسماه، ومجموع هذه الألفاظ ليس له مسمى حتى يكون حدوث العالم جزءه ولا أكثر، أما أنه ليس [لها] مسمى؛ [لأن حدوث] العالم لزمه، فإن جزء المسمى ولازم المسمى فرع المسمى، فحيث لا مسمى ينتفيان، فهذه دلالة واقعة فيبطل الحصر في الثلاث.

الثاني: أن لنا مفهوم الكلية والكل والكلي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015