قولنا: إنه حرف عطف، فإنه لا شيء من الأسماء حرف عطف، ويكون المبتدأ لفظا ليس اسما، ولا فعلا، ولاحرفا في نحو: ديز مهمل، فرفع مهمل على خبر الإبتداء، وليس اسما ولا فعلا ولا حرفا، فإن ما لم يوضع لا يوصف بانه اسم ولا فعل ولا حرف، فحينئذ المبتدأ أعم منا لجميع، فلا يشترط في المبتدأ أن يكون اسما، وتكون الجملة جملة، وليس فيها اسم ولا فعل ولاحرف، وهو يبطل ما تقدم من الحصر الذي ذكره المُصَنَّف.
((تنبيه))
قال أبو الحسين في المعتمد: ليس من شرط الكلام أن يكون من حرفين اصطلح على وضعهما، بل أهل اللغة قسموا الكلام إلى المهمل والمستعمل، فجعلوا المهلم كلاما، قال: ويحتمل أنهم سموا المهمل كلاما مجازا، ويكون الوضع شرطا.
قال القاضي عبدالوهاب في الملخص: اختلف في المهمل، والأصوات المنظومة، والحروف المؤلفة هل تسمى كلاما أم لا؟ والمهمل هو الذي لم يوضع لشيء ألبتة، وحجة اشتراط الوضع أنهم لا يسمون اللفظ الذي لا يفيد المعنى المراد به كلاما، وإن كان موضوعا، لأنه لم يفد المقصود منه، فالمهمل أولا، ولا تسمى أصوات الطيور كلاما، وإن كان فيها حروف بني آدم نفسها.