على أنه من جملة النحاة، فلا يرد السؤال؛ لأن اصطلاحهم فيا لجلمة أنها إنما تكون في الكلام المفيد.
قلت: الجملة عند النحاة أخص من الكلام؛ فإن الكلام قد يكون بجمل كثيرة، وقد يكون بجملة واحدة، والحد إنما جعل للجاهل، والجاهل بالأعم أولى أن يجهل الأخص، فتحديد الأعم بالأخص لا يصح.
قوله: "الجملة إما اسمية أو فعلية " ضابط الاسمية عند النحاة: ما كانت من مبتدأ، وخبر نحو: زيد قائم، والفعلية: ما كانت من فعل وفاعل نحو: قام زيد، فإن جاء خبر المبتدأ فعلا نحو: زيد يقوم.
قال أبو علي: هي ذات وجهين باعتبار المبتدأ هي اسمية، وباعتبار خبره هي فعلية.
وقوله: أو مركب من جملتين، وهي الشرطية يشكل بالقسم والمقسم عليه، فإنه مركب من جملتين، وليس شرطا، فيكون حده غير جامع.
((فائدة))
الاسم مشتق من السمو على رأي البصريين، أو من السمة على رأي الكوفيين، والفعل الصناعي يسمى فعلا، لأنه دال على المصدر الذي هو فعل حقيقي لغة، والحرف في اللغة هو الطرف، وكل حرف يمكن أن يقع آخر كلمة فسمى حرفا؛ ولأنه لا يخبر به ولا يخبر عنه، فكان متأخرا في الرتبة عن الاسم والفعل، ومنه الرجل المحارف -بكسر الراء- وهوا لدنيء الأخلاق، كأنه في طرف السعادة لم يحز منها شيئا، ومنه سميت الصنائع حرفا؛ لأنها في طرف الرزق، إنما هي للقوت لا للغني.
((تنبيه))
قال سراجُ الدِّينِ: النداء جملة مفيدة؛ وفي كونها من الأقسام فيه بحث.
تقريره: انا إذا قلنا: يا زيد اختلف فيه، فقيل: الإفادة حصلت بحرف النداء، والاسم المنادى خاصة، فعلى هذا لاتكون هذه الجملة من الأقسام.