بيان المقام الأول من وجوه:
(أ) قال عمران بن الحصين: (والله، لو أردت، لحدثت عن رسول الله- عليه الصلاة والسلام- يومين متتابعين، فإني سمعت، كما سمعوا، وشاهدت كما شاهدوا؛ ولكنهم يحدثون أحاديث ما هي كما يقولون، وأخاف أن يشبه لي كما شبه لهم).
(ب) عن حذيفة: أنه يحلف لعثمان بن عفان على أشياء بالله: أنه ما قالها، وقد سمعناه قالها، فقلنا له فيه، فقال: (إني أشترى ديني بعضه ببعض؛ مخافة أن يذهب كله).
(ج) ابن عباس- رضي اله عنهما- بلغه أن ابن عمر- رضي الله عنهما- يروي (إن الميت ليعذب ببكاء أهله) قال: ذهل أبو عبد الرحمن، إنما مر النبي- عليه الصلاة والسلام- بيهودي يبكي على ميت، فقال: (إنه ليبكي عليه، إنه ليعذب).
(د) ابن عمر- رضي الله عنهما- عن النبي- عليه الصلاة والسلام- قال في الضب: (لا آكله، ولا أحله، ولا أحرمه) فقال زيد الأصم: قلت لابن عباس: إن ناسًا يقولون: إنه- عليه الصلاة والسلام- قال في الضب: (لا آكله، ولا أحله ولا أحرمه) قال: (بئس ما قلتم، ما بعث الله النبي إلا محلا ومحرمًا).
(هـ) عن ابن عمر: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف على قليب بدر، فقال: هل وجدتم ما وعد ربكم حقًا؟) ثم قال: (إنهم الآن يسمعون ما أقول) فذكروه لعائشة-