قال: ويطلق على القول المخصوص، وهو مجاز في الأول حقيقة في الثاني، ثم القول المخصوص يطلق على الصيغة نحو: قام زيد، وعلى القائم بالنفس المعبر عنه بالصيغة.
قال: والأشبه أنه حقيقة في الصيغة؛ لأنه المتبادر.
قال إمام الحرمين في "البرهان": "الخبر: صنف من الكلام القائم بالنفس عند معتقدي كلام النفس"، ولم يذكر في "البرهان" غير هذا، وهذه النقول تدلك على ما تقدم ذكره.
قوله [الطويل]:
نبي من الغربان ليس على شرع .... يخبرنا أن الشعوب على صدع
قلت: النبي هاهنا بمعنى المنبئ المخبر، وهو أحد القولين في اشتقاق اسم النبي من البشر.
فقيل: هو من النبأ الذي هو الخبر؛ لأن الله أنبأه.
وقيل: هو من النبوة التي هي الارتفاع؛ لأنه مرتفع القدر والمراد في بيت الشعر المخبر بكسر الباء، أي: هو يخبر بصياحه عن الفراق، فهو مجاز عن المخبر.
وقوله: "ليس على شرع" ليعرف أن لفظ النبي شأنه أن يكون صاحبه على شريعة، وهذا نبي ليس له شريعة.
وقوله: "الشعوب على صدع" يروي الشعوب بالباء، وهو الصحيح،