لنا: أنه يقال: نسخت الريح آثار القوم، إذا أعدمتها، ونسخت الشمس الظل، إذا أعدمته؛ لأنه قد لا يحصل الظل في مكان آخر، فيظن أنه انتقل إليه، والأصل في الكلام الحقيقة، وإذا ثبت كون اللفظ حقيقة في الإبطال وجب ألا يكون حقيقة في النقل؛ دفعًا للإشتراك.
فإن قيل: وصفهم الريح بأنها ناسخة للآثار، والشمس بأنها ناسخة للظل مجاز؛ لأن المزيل للآثار والظل هو الله تعالى، وإذا كان ذلك مجازًا امتنع الاستدلال به على كون اللفظ حقيقة في مدلوله.