المسألة الثانية
المفيد للعموم
قال الرازي: إما أن يفيده لغة، أو عرفا، أو عقلا:
أما الذي يفيده لغة: فإما أن يفيده على الجمع، أو على البدل.
والذي يفيده على الجمع: فإما أن يفيده؛ لكونه اسما موضوعا للعموم، أو لانه اقترن به ما أوجب عمومه.
وأما الموضوع للعموم، فعلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما يتناول العالمين وغيرهم، وهو لفظ (أي) في الاستفهام والمجازاة؛ تقول: " اي رجل، وأي ثوب، وأي جسم " في الاستفهام والمجازاة، وكذا لفظ كل، وجميع.
الثاني: ما يتناول العالمين فقط، وهو (من) في المجازاة والاستفهام.
الثالث: ما يتناول غير العالمين، وهو قسمان:
أحدهما: ما يتناول كل ما ليس من العالمين، وهو صيغة (ما وقيل: إنه يتناول العالمين أيضا؛ كقوله تعالى: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} [الكافرون: 4].
وثانيهما: ما يتناول بعض ما ليس من العالمين، وهو صيغة (متى) فإنها مختصة بالزمان، و (أين)، (وحيث) فإنهما مختصتان بالمكان.