) وهم ضمير الْغَائِب كَمَا أَن هُوَ ضمير الْغَائِب كَمَا قَالَ {هم الَّذين كفرُوا} بضمير الْغَائِب فَكَانَ الْغَيْب سترا لَهُم عَمَّا يُرَاد بالمشهود الْحَاضِر
فَقَالَ {إِن تُعَذبهُمْ} بضمير الْغَائِب وَهُوَ عين الْحجاب الَّذِي هم فِيهِ عَن الْحق
فَذكرهمْ الله تَعَالَى قبل حضورهم حَتَّى إِذا حَضَرُوا تكون الخميرة قد تحكمت فِي الْعَجِين فصيرته مثلهَا {فَإِنَّهُم عِبَادك} فأفرد الْخطاب للتوحيد الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ
وَلَا ذلة أعظم من ذلة العبيد لأَنهم لَا تصرف لَهُم فِي أنفسهم
فهم بِحكم مَا يُريدهُ مِنْهُم سيدهم وَلَا شريك لَهُ فيهم فَإِنَّهُ قَالَ {عِبَادك} فأفرد وَالْمرَاد بِالْعَذَابِ إذلالهم وَلَا ذل أذلّ مِنْهُم لكَوْنهم عبادا
فذواتهم تَقْتَضِي أَنهم أذلاء فَلَا تذلهم فَإنَّك لَا تذلهم بأدون مِمَّا هم فِيهِ من كَونهم عبيدا
{وَإِن تغْفر لَهُم} أَي تسترهم عَن إِيقَاع الْعَذَاب الَّذِي يستحقونه بمخالفتهم أَي تجْعَل لَهُم غفرا يسترهم عَن ذَلِك ويمنعهم مِنْهُ
{فَإنَّك أَنْت الْعَزِيز} أَي المنيع الْحمى
إِلَى آخر مَا خرف