أثنى إِلَّا على نَفسه فَإِنَّهُ من مدح الصَّنْعَة فَإِنَّمَا مدح الصَّانِع بِلَا شكّ فَإِن حسنها وَعدم حسنها رَاجع إِلَى صانعها
وإله المعتقد مَصْنُوع للنَّاظِر فِيهِ فَهُوَ صنعه فثناؤه على مَا اعتقده ثَنَاؤُهُ على نَفسه
وَلِهَذَا يذم مُعْتَقد غَيره وَلَو أنصف لم يكن لَهُ ذَلِك
أَقُول هَذَا ظَاهر على مَا أَصله من قَاعِدَته الْمُتَقَدّمَة الْبَاطِلَة
وعَلى مَا قَرَّرَهُ وَقدره من أَن الضَّمِير رَاجع إِلَى الشَّيْء والمصدر مُضَاف إِلَى فَاعله
ومفعوله مَحْذُوف
أَي بِحَمْدِهِ إلهه أَي سبح نَفسه بِحَمْدِهِ إلهه الَّذِي صنعه باعتقاده
والمبني على الْبَاطِل بَاطِل
وتالله إِن لمرجع الضَّمِير إِلَى العَبْد المسبح لوَجْهَيْنِ وجيهين صَحِيحَيْنِ لَا غُبَار عَلَيْهَا أَحدهمَا إِن الْمصدر مُضَاف إِلَى فَاعله ومفعوله مَحْذُوف
كَمَا قَالَ أَي وَإِن من شَيْء إِلَّا يسبح الله بِحَمْدِهِ إِيَّاه
فَإِن الْحَمد يسْتَلْزم تَنْزِيه الْمَحْمُود عَن النقائص الَّتِي تَقْتَضِي عدم الْحَمد
فَالْحَمْد وَالتَّسْبِيح كِلَاهُمَا لله تَعَالَى أَحدهمَا بِالذَّاتِ وَالْآخر بالواسطة
وَثَانِيهمَا أَن يكون الْمَعْنى وَإِن من شَيْء إِلَّا يسبح الله تَعَالَى بِحَمْدِهِ نَفسه لِأَن مدح الصَّنْعَة مدح صانعها كَمَا ذكر لَا على مَا ذكر لَكِن فِي ذَلِك كُله إِخْرَاج لِلْآيَةِ عَن عمومها المتأول للصامت والناطق والعاقل وَغَيره والمكلف
وَقَوله وَلَو أنصف لم يكن لَهُ ذَلِك يُقَال لَهُ فقد ذمّ الْحق بعض صوره على اعتقادكم الْبَاطِل من المعتقدات وَغَيرهَا قاتلكم الله