لَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام {وأهديك إِلَى رَبك فتخشى}
وَلَو كَانَ مُرَاده مَا قَالَه هَذَا الملحد لما أَخذه الله تَعَالَى بِسَبَب هَذِه الْكَلِمَة حَيْثُ قَالَ تَعَالَى {فَأَخذه الله نكال الْآخِرَة وَالْأولَى}
ثمَّ قَالَ وَلما علمت السَّحَرَة صدقه فِيمَا قَالَه لم ينكروه وأقروا لَهُ بذلك فَقَالُوا {إِنَّمَا تقضي هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا} {فَاقْض مَا أَنْت قَاض} فالدولة لَك فصح قَوْله {أَنا ربكُم الْأَعْلَى}
أَقُول كذب وَالله على السَّحَرَة وَكذب فِي قَوْله فصح قَوْله أَنا ربكُم الْأَعْلَى وَإِنَّمَا استسلموا وَقَالُوا {فَاقْض مَا أَنْت قَاض} لعجزهم عَن دَفعه لقِيَامه فِي مقَام الظُّلم والتجبر والعدوان والطغيان كَمَا أخبر الله سُبْحَانَهُ عَنهُ بقوله {الَّذين طغوا فِي الْبِلَاد} (فَأَكْثرُوا فِيهَا الْفساد) بل استحقروا فعله واستهانوا بِهِ لما فتح الله تَعَالَى عَلَيْهِم من خَزَائِن الْإِيمَان والمعرفة وثبتهم وَأجَاب دعاءهم فِي قَوْلهم {رَبنَا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مُسلمين}
عكس مَا يفهم من حالك فِي محاماتك لَهُ فَإِن الظَّاهِر مِنْهَا أَنَّك لَو كنت هُنَاكَ لحسنت فعله وأعنته عَلَيْهِم وقبحت فعلهم ووبختهم عَلَيْهِ وَكنت بِمَنْزِلَة