فِي دُنْيَاهُ وينشر فِي قَبره فَهُوَ يرى مَا لَا ترَوْنَ وَيشْهد مَا لَا تَشْهَدُون عناية من الله تَعَالَى بِبَعْض عباده فِي ذَلِك أَقُول هَذِه كلهَا دعاوى مُجَرّدَة لَا تفِيد فليت شعري مَا الْفَائِدَة فِي ذكرهَا وإيداعها فِي الْكتب
وَإسْنَاد ذَلِك إِلَى أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهِ حَيْثُ كَانَت لَا تفِيد علما وَلَا حَالا إِلَّا أَن يَقُولُوا إِنَّهَا تفِيد شوقا وهميا وَمَا أقل جدواه وَمَا أعظم خطره وبلواه فَإِن تَصْدِيقه والانقياد لَهُ يُورث الزندقة والانسلاخ من الشَّرَائِع على مَا تَقْتَضِيه قَوَاعِده المقررة المتكررة
فَكيف يَأْمر بذلك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ أخوف النَّاس من إِدْخَال الشّبَه على أمته فِي دينهم
ثمَّ انْظُر إِلَى مَا قَالَ قَالَ فَمن أَرَادَ العثور على هَذِه الْحِكْمَة الإلياسية الإدريسية الَّذِي أنشأه الله تَعَالَى بنشأتين وَكَانَ نَبيا قبل نوح عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ رفع وَنزل رَسُولا بعد ذَلِك فَجمع الله تَعَالَى لَهُ منزلتين فلينزل عَن حكم عقله إِلَى شَهْوَته وَيكون حَيَوَانا مُطلقًا