الأقوياء، ويمكن أن نتصور قوة ابن أبي عامر في هذا المجال من خلال ما ذكره ابن عذاري من أن أهل قرطبة كانوا، قبل سيطرة ابن أبي عامر على كرسي شرطة المدينة "في بلاء عظيم، يتحارسون الليل كله، ويكابدون من روعة طراقه ما لا يكابد أهل الثغور من العدو1" ولأجل القضاء على هذه المشكلة الحساسة قام "بسد باب الشفاعات وقمع أهل الفسق والذراعات، حتى ارتفع البأس، وأمن الناس، وأُمنت عادية المتجرمين من حاشية السلطان، حتى لقد عثر على ابن عم له يعرف بعسقلاجة، فاستحضره في مجلس الشرطة وجلده جلداً مبرحاً كان فيه حمامه2". وبذلك "ضبط المدينة ضبطاً أنسى أهل الحضرة من سلف من أفراد الكفاة وأولي السياسة3".

وفي الاحتفالات الرسمية التي تقيمها الدولة سواء بمناسبة الأعياد أو الاستقبالات الدبلوماسية يكون ترتيب صاحب الشرطة العليا سواء في السلام على الخليفة أو حجابته بعد الوزير صاحب المدينة4، ويكون مكان جلوسه في القصر في المجلس القبلي بدار الوزراء مع أصحابه5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015