الشرطة الكبرى مختصة بشئون الخاصة، والشرطة الصغرى مختصى بالعامة، ونظراً لأن الخليفة عبد الرحمن الناصر كان صاحب تجديدات في الدولة، فإنه لم يشأ أن يزيد تكاليف أي من الشرطتين الكبرى والصغرى، ولأجل هذا فقد أمر بإنشاء الشرطة الوسطى سنة 317هـ (929م) لتتولى شئون تلك الفئة الجديدة وأول من تولاها هو سعيد بن جدير1.

وقد ذكر ابن حيان أن الخليفة عبد الرحمن الناصر جعل الرزق الشهري لصاحب الشرطة الوسطى وسطاً بين الشرطتين الكبرى والصغرى2 وعلى هذا الأساس وبناء على التطور الهائل الذي أصبحت عليه الدولة الأموية في زمن الخليفة عبد الرحمن الناصر يمكن أن نتوقع رزقاً شهرياً لأصحاب الشرطة الثلاثة يتناسب والرخاء الاقتصادي الذي كانت تعيشه الدولة آنذاك3.

والمصادر لم تحدثنا عن الزي الذي يرتديه صاحب الشرطة، لكننا من خلال قصة رويت عن عالم المرية القاضي أبي الحسن الرعيني، المتوفى سنة 435هـ (1043ـ 1044م) يمكن أن نتصور الشكل العام الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015