وقد كانت الكور المجندة تشكل ركيزة أساسية من ركائز القوة العسكرية بالأندلس، ولدينا بيان أورده ابن حيان1 وضح فيه العدد الذي تؤمنه كور الموسطة للصائفة المتجهة إلى الشمال النصراني، فذكر أن:-
كورة إلبيرة قدمت 2900 فارس، جيان 2200 فارس، قبرة 1800 فارس، باغة900 فارس، تاكرنا 269 فارس، الجزيرة 290 فارس، إستجه 1200 فارس، قرمونة 185 فارس، شذونه 6790 فارس، رية 2607 فارس، فريش 342 فارس، فحص البلوط 400 فارس، مورور 1403 فارس، تدمير 256 فارس، ربينة 106 فارس، قلعة رباح وأوريط 387 فارس، حصن شندلة 113 فارس، وأما قرطبة التي تركت لهمة أهلها فقد كانت تنفر منها أعداد هائلة2.
ورغم حرص حكومة قرطبة على أن تلتزم كل كورة بما تقدمه من فرسان، إلا أن الوضع السياسي العام للدولة له أكبر الأثر في أعداد أولئك الفرسان، ففي عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن كان عدد الجيش مائة ألف فارس منهم عشرون ألفاً بدروع الفضة3، وأما في عهد الأمير عبد الله بن محمد فقد كانت الدولة تعيش فترة مضطربة، بسبب كثرة حركات التمرد والعصيان التي اندلعت في أرجاء الأندلس، مما قلص نفوذ الإمارة كثيراً بحيث لم يعد يتجاوز قرطبة وما جاورها، حتى أن الأمير عبد الله عندما