مادي1، ورغم ذلك فإن الإمارة الأموية جوبهت بثورات متعددة قام بها البربر2، مما جعلها تحد من عملية نزوح البربر من العدوة إلى الأندلس، واستمر الخليفة عبد الرحمن الناصر في نهج الموقف الحذر تجاه البربر، فكان لا يستنجد بهم ولايستخدم إلا أراذلهم، مطلقاً عليهم اسم الطنجيين، ويكلفهم بأدنى أنواع الخدمة وأشقها مقابل أجور زهيدة3.
وأما الخليفة الحكم المستنصر فقد اتخذ موقفاً متناقضاً تجاه البربر، ففي بداية حكمه كان متشدداً تجاههم، بل إن الأمر بلغ به إصدار أمر بمعاقبة أحد العبيد لأنه كان راكباً على فرس بسرج عدوي الصنعة وتم إحراق السرج بدار الجند أمام الحضور4.
ومواقف الخليفة الحكم المستنصر انتقلت بطبيعة الحال إلى أهل قرطبة إذ ما إن حصل نزاع بين بعض طوائف الجند وبين الطنجيين عند اجتماعهم بباب السدة من قصر قرطبة حتى هب سواد أهل قرطبة ووقفوا مع الجند ضد الطنجيين5.