نافسْ على الخيراتِ أهلَ العلا ... فإنّما الدنيا أحاديثُ
احرص على فعل الخير ونافس عليه أهل الخير، فستبقى لك الذكرى في الدنيا، والدنيا أحاديث وأخبار.
نُبّئتُ عَمراً غيرَ شاكرِ نعمتي ... والكفر مخبثةٌ لنفسِ المنُعمِ
علمت أن (عمراً) يكفر إحساني، وكفر النعمة يعكّر نفس المحسن، ويعقدها.
نحن بنو الموتى فما بالُنا ... نعافُ ما لا بُدّ من شربِهِ
نحن أبناء الموت فلماذا نخاف شرب كأسه، وهو مما لا فرار منه.
نذمّ زمانَنا والعيبُ فينا ... ولو نَطَقَ الزمانُ إذاً هجانا
نحن نذم الأيام والعيب فينا لا فيها، ولو تكلمت الأيام لذمتنا وهجتنا كما نذمها ونهجوها.
نروحُ، ونغدو لحاجاتنا ... وحاجاتُ من عاشَ لا تَنقضي
نحن نسعى في طلب حاجاتنا في الليل والنهار وحاجات الإنسان لا تنتهي ما دام حيا.
نسيبُك من ناسبتَ بالودّ قلبه ... وجارك مَن صافيتَ لا مَنْ تصاقبُ
قريبك من قرب قلبه من قلبك، وجارك من صفى لك وده لا من جاورك في دارك.
نَسعى وأيسرُ هذا السعي يكفينا ... لولا تطلبُّنُا ما ليس يعنينا
نحن نكد ونسعى دون هوادة، لأننا نطلب أشياء كثيرة منها الضروري ومنها ما نستغني عنه، ولو اكتفينا بالقليل كفانا العمل المعقول.
نظلّ نفرحُ بالأيامِ نقطعُها ... وكُلّ يوم مضى يُدني من الأجلِ
نحن نفرحُ بالأيامِ التي تمر بنا، وكل يوم منها يقربنا من القبر ويبعدنا عن يوم الولادة.
نعمَ الصديقُ صديقٌ لا يكلفنا ... ذبحَ الدّجاج ولا شيّ الفراريج
نعم الصديق الذي لا يكلفك شيئاً، يأتي إلى زيارتك شبعان فلا تطعمه، ورَيّان فلا تسقيه.
نعمَ المعينُ على المروءة للفتى ... مالٌ يصونُ عن التبذّلِ نفسهُ
المال يعين الفتى على أعمال الخير والمروءة، ويصون كرامته، فنعما هو.
نعمْ دعتِ الدنيا إلى الغدرِ دعوةً ... أجابَ إليها عالم وجهولْ
لقد دعت الدنيا الناس إلى الغدر، فأجابها العالم والجاهل، وأصبح الناس كلهم غادرين.
نفسُ عِصام سوّدَتْ عصاما ... وعلمتهُ الكرّ والإقداما
عصام هو الذي سود نفسه وعلمها الشجاعة والإقدام- العصامية: الاعتماد على النفس في بناء الإنسان لمستقبله.
نُقدّر الأمرَ ولسنا ندري ... أنّ المقادير علينا تجري
نحن نقدر الأمور والأقدار تقدرها لنا ونحن لا ندري
نَقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحبّ إلا للحبيب الأولِ
أحب من شئت فالحب لا يبقى خالصاً إلا للحبيب الأول
ننامُ وما ليلُ المضيم بنائمٍ ... وقد ترقدُ العينانِ والقلبُ ساهرُ
لا ينام المظلوم على ظلمه، فإذا نامت عيناه ظل قلبه ساهراً، يفكر في دفع الضيم عنه.
نهارٌ يزول وليل يكرُ ... كذاك الزمانُ علينا يمرُّ
هكذا تمضي الحياة: نهار يمضي وليل يأتي.
نهيتك لا تعجل بعتبٍ لصاحبٍ ... لعلّ له عذراً وأنتَ تلومُ
لا تعجل بعتاب صاحبك، فلعلك تلومه وهو معذور.
هَبِ الفتى نالَ أقصى ما يؤمّلُه ... أليس راعي المنايا خلفه حُطَمُ
مهما عاش الإنسان ومهما حقق آماله فالموت في انتظاره
هجوْتُ زهيراً ثم إنّي مدحته ... وما زالت الأشرافُ تهجى وتمدحُ
لقد هجوت صديقي زهيرا دون حق ثم مدحته بحق، والأشراف يهجون ويمدحون.
هذا زمانٌ ألحّ الناس فيه على ... زهو الملوك وهماتِ المساكين
نحن نعيش في زمن يحرص فيه الناس على أبهة الملك ولكن همتهم همة الضعفاء.
هل الحياةُ لذي الدنيا ولو عذبتْ ... إلا كطيف خيالٍ في الكرى زارا
الحياة مثل الحلم.
هل الدهرُ إلا ضيقةٌ وانكشافها ... وشيكا وإلا شدة وانفراجها
الحياة ضيق يتسع وشدة تنفرج الحياة ضيق يتسع وشدة تنفرج
هل الدّهرُ إلا ساعة ثم تنقضي ... بما كان فيها من بَلاءٍ ومن خفضِ
الحياة ساعة تنتهي بما كان فيها من فقر وغنى.
هل بالحوادث والأيامِ من عجب ... أم هلْ إلى ردّ ما قدْ فاتَ من طلبِ
لا عجب في حوادث الأيام وليس لما مضى عوده.
هما رضيعا لبانٍ: حكمةٌ وتقى ... وساكنا وطنٍ: مالٌ وطغيانُ