قد يدرك المرء رضا ربه ولا يدرك رضا الناس، فإن رضا الناس غاية لا تدرك.
قدْ يُدْركُ الشرفَ الفتى ورِداؤهُ ... خَلَقٌ وجَيْبُ قميصِهِ مَرْفوعٌ
قد يدرك الشرف الرجل الفقير، ورداؤه بال وقميصه مُرَقَّع.
قدْ يُدرك المُتأني بعضَ حاجتهِ ... وقدْ يكونُ مع المُستعجلِ الزَّلَلُ
قد يدرك المتأني أمله، وتزل قدم المستعجل.
قدْ يُدركُ المعسرُ في إِعسارِهِ ... ما يبلغُ المُوسِرُ في إِيسارِهِ
قد يعيش المعسر مثل عيشة الموسر.
قدْ يُرزَقُ المَرء بجَدِّ غيرهِ ... ويُدْرِكُ السؤلَ بسعدِ طيْرِهِ
ربما رزق المرء بسعد غيره.
قدْ يُرزقُ المرءُ ولم تتعبْ رواحِلُه ... ويُحْرَمُ المرءُ ذو الأسفارِ والتَّعبِ
قد يرزق المرء وهو مقيم، ويحرم من هو كثير الأسفار في طلب الرزق.
قدْ يصيبُ الفتى المشيرُ ولم يَجْهَدْ ... ويُخطي المُرادَ بَعْدَ اجتهادِ
ربما أصاب المشير عليك برأي دون تعب وربما يتعب في شوراه وهو مخطئ.
قد يلامُ البريءُ من غيرِ ذنبٍ ... وتُغَطّى مِنَ المُسيءِ الذُّنوبُ
ربما عوقب البريء، وترك المذنب.
قد ينفعُ الأدبُ الأحْداثَ في صِغَرٍ ... وليسَ ينفعُ بعدَ الشَّيْبةِ الأدبُ
الصغير ينفعه الأدب، والكبير لا ينفعه.
قصْرُ الفتى في كُلِّ ما رامَه ... أن يبلغَ الغايةَ أو يُعْذَرا
حسب الفتى أن يبذل جهده في سبيل إدراك أمله، سواء أدركه أم لم يدركه.
قضى الله في بعض المكارِه للفتى ... برُشْدٍ وفي بعض الهوى ما يحاذِرُهْ
في بعض المكروه خير، وفي بعض المحبوب شر. وفي القرآن الكريم: عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم.
وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم.
قفي تَغْرَمي الأولى منَ اللحظِ مُهجتي ... بثانيةٍ والمتلفُ الشيءَ غارِمُهْ
أيتها المرأة الجميلة. لقد نظرت إليّ نظرة أولى فأتلفت قلبي، فمتعيني بنظرة ثانية أسترد بها قلبي. ومن أتلف شيئاً فغرامته أن يعيده كما كان.
قوارصُ تأتِيني ويَحْتقرونَها ... وقد يَمْلأُ القطرُ الإِناءَ فيُفْعَمُ
يشتمني فلان بالكلمة اللاذعة بعد الكلمة اللاذعة، وأنتم تقولون: لا تبال بهذه الكلمات ولكنها تتجمع حتى ينفجر صبري كما تتجمع القطرة بعد القطرة في الإناء حتى يفيض.
قواصدُ كافورٍ تواركُ غيرِهِ ... ومَن قصدَ البحرَ استقَلَّ السّواقيا
لقد تركت (سيف الدولة) وقصدت (كافوراً) فكنت مثل من يريد البحر الطامي فهو يستصغر السواقي.
قيمةُ كُلِّ امرئٍ تَراهُ ... ما يَقْتَنيهِ مِنَ العُلومِ
قيمة كل امرئ ما يحسن من العلوم.
كان الشبابُ خَفيفةً أيامُه ... والشيبُ مَحمَله عَليكَ ثَقيلُ
أعباء الشباب خفيفة، وأعباء الشيخوخة ثقيلة.
كتاركةٍ بيضَها بالعَراءِ ... ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أخرى جَناحاً
ما أجهل النعامة، تترك بيضها في الفلاة دون رعاية وتحتضن بيض غيرها.
كدعواك كُلٌّ يَدعي صحةَ العقلِ ... ومن ذا الذي يَدْري بما فيه من جَهْلِ
كل الناس يدعون أن عقلهم صحيح سليم، بل يدعون أن عقلهم أكبر العقول، كما تدعي أنت أيها المغرور، وليس يعرف الإنسان أنه جاهل.
كذلكَ الأحلامُ غَرّارةٌ ... ورُبما تَصْدقُ أحيانا
قد تخدع الأحلام وقد تصدق.
كفاكَ من عَدوِّكَ المُناصِبِ ... ما فيهِ مِنْ جهلٍ وعُجْبٍ غالبِ
يكفيك من عدون أنه جاهل متكبر.
كفى بالمرءِ عيباً أن تَراهُ ... لهُ وَجْهٌ وليسَ لهُ لِسانُ
عيب المرء أن يكون ذا هيئة حسنة وليس له بيان ولا فصاحة.
كفى حَزَناً أن الجواد مُقَتَّرٌ ... عليهِ ولا معروفَ عندَ بَخيلِ
مما يحزن النفس أن يكون الكريم فقيراً، وأن يكون البخيل مرزوقاً ثم يضنُّ بالمعروف.
كفى زاجراً للمرءِ أيامُ دَهْرِه ... تروحُ لهُ بالواعظاتِ وتَغْتدي
الدهر يزجر الجاهل ويقومه بعظاته له صباحَ مساءَ.
كلٌّ آتٍ لا شَكَّ آتٍ وذو الجه ... لِ مُعَنّىً والغَمُّ والحُزنُ فضْلُ
كل آت آت، فلماذا يتعب الجاهل نفسه، ولماذا يغتم الإنسان ويهتم، وغمه لا يفيد.