قال السخاوي في " الإعلان بالتوبيخ ": «حج الربيع بن سليمان سنة أربعين ومائتين، فالتقى مع [أبي علي] (*) الحسن بن محمد الزعفراني بمكة. فسلم أحدهما على الآخر، فقال الربيع: يا أبا علي أنت بالمشرق وأنا بالمغرب نبث هذا العلم، يعني علم الشافعي». انتهى.
يريد بالمغرب مصر، لأنها كذلك بالنسبة لبغداد.
وفي " طبقات السبكي "، أن بني أبي عُتامة هم الذين نشر الله بهم مذهب الشافعي في تهامة.
هذا ما انتهى إلينا علمه عن انتشار هذا المذهب بمصر وسائر بلاد المشرق.
وأما المغرب فلم يكن حظه منه كبيرًا لغلبة المالكي على بلاده، حتى زعم المقدسي في " أحسن التقاسيم " أنهم كانوا بسائر المغرب على عهده إلى حدود مصر لا يعرفونه، وأنه ذَاكَرَ بَعْضَهُمْ مَرَّةً في مسألة، فذكر قول الشافعي، فقالوا: من الشافعي؟ إنما كان أبو حنيفة لأهل المشرق ومالك لأهل المغرب.
قال: ورأيت أصحاب مالك يبغضون الشافعي ويقولون أخذ العلم عن مالك ثم خالفه.
وقال عن القيروان: ليس في أهلها غير حنفي ومالكي مع ألفة عجيبة، لا شغب بينهم ولا عصبية.