يقول: ما للنّاس لا يتّبعوني وقد قرأت القرآن؟. ما هم بمتّبعيّ حتّى أبتدع لهم غيره، فإيّاكم وما ابتدع، فإنّ ما ابتدع ضلالة، وأحذّركم زيغة الحكيم؛ فإنّ الشّيطان قد يقول كلمة الضّلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحقّ. قال: قلت لمعاذ: ما يدريني- رحمك الله- أنّ الحكيم قد يقول كلمة الضّلالة، وأنّ المنافق قد يقول كلمة الحقّ؟. قال: بلى اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات، الّتي يقال: ما هذه؟ ولا يثنينّك ذلك عنه؛ فإنّه لعلّه أن يراجع، وتلقّ الحقّ إذا سمعته، فإنّ على الحقّ نورا» ) * (?) .
11-* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- في معنى قوله تعالى: وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً، اجعلنا أئمّة هدى ليهتدى بنا ولا تجعلنا أئمّة ضلالة» ) * (?) .
12-* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- في قوله تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ، «فأمّا الذين ابيضّت وجوههم فأهل السّنّة والجماعة وأولو العلم. وأمّا الّذين اسودّت وجوههم فأهل البدع والضّلالة» (?) .
13-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: «قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على ابن أخيه الحرّ بن قيس بن حصن- وكان من النّفر الذين يدنيهم عمر، وكان القرّاء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبّانا- فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي! هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن لي عليه؟. قال: سأستأذن لك عليه، قال ابن عبّاس: فاستأذن لعيينة. فلمّا دخل قال: يابن الخطّاب، والله ما تعطينا الجزل، وما تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتّى همّ بأن يقع به، فقال الحرّ:
يا أمير المؤمنين، إنّ الله تعالى قال لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ. وإنّ هذا من الجاهلين. فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقّافا عند كتاب الله» ) * (?) .
14-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما-:
«أنّه أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها، قال: ابعثها قياما مقيّدة سنّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم: أي متّبعا سنّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم» ) * (?) .
15- عن أميّة بن عبد الله بن خالد بن أسيد أنّه قال لعبد الله بن عمر: إنّا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف في القرآن، ولا نجد صلاة السّفر في القرآن، فقال له ابن عمر: «ابن أخي إنّ الله- عزّ وجلّ- بعث إلينا محمّدا صلّى الله عليه وسلّم ولا نعلم شيئا، فإنّما نفعل كما رأينا محمّدا صلّى الله عليه وسلّم يفعل» ) * (?) .
16-* (عن نافع قال «كان ابن عمر- رضي الله عنهما- إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التّلبية، ثمّ يبيت بذي طوى، ثمّ يصلّي الصّبح ويغتسل ويحدّث