أهل هذا البيت الأكرمين.
ومنها: أنّه أمر عباده بأن يصلّوا على أهل البيت، كما صلّى على أهل بيتهم وسلفهم وهم إبراهيم وآله، وهذه خاصّة لهم.
ومنها: أنّه أخرج منهم الأمّتين المعظّمتين الّتي لم تخرج من أهل بيت غيرهم، وهم أمّة موسى وأمّة محمّد صلّى الله وسلّم عليهما، وأمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم تمام سبعين أمّة خيرها وأكرمها على الله (?) .
ومنها: أنّ الله سبحانه أبقى عليهم لسان صدق وثناء حسنا في العالم، فلا يذكرون إلّا بالثّناء عليهم والصّلاة والسّلام عليهم، قال الله تعالى: وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ* كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (?) .
ومنها: جعل أهل هذا البيت فرقانا بين النّاس، فالسّعداء أتباعهم ومحبّوهم ومن تولّاهم، والأشقياء من أبغضهم وأعرض عنهم وعاداهم، فالجنّة لهم ولأتباعهم، والنّار لأعدائهم ومخالفيهم.
ومنها: أنّه سبحانه جعل ذكرهم مقرونا بذكره، فيقال: إبراهيم خليل الله ورسوله ونبيّه، ومحمّد رسول الله، وخليله ونبيّه، وموسى كليم الله ورسوله، قال تعالى لنبيّه يذكّره بنعمته عليه: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (?) . قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- في تفسيرها: إذا ذكرت ذكرت معي، فيقال: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، في كلمة الإسلام، وفي الأذان، وفي الخطب، وفي التّشهّدات وغير ذلك.
ومنها: أنّه سبحانه جعل خلاص خلقه من شقاء الدّنيا والآخرة على أيدي أهل هذا البيت، فلهم على النّاس من النّعم ما لا يمكن إحصاؤها ولا جزاؤها، ولهم المنن الجسام في رقاب الأوّلين والآخرين من أهل السّعادة، والأيادي العظام عندهم الّتي يجازيهم عليها الله عزّ وجلّ.
ومنها: أنّ كلّ ضرّ ونفع وعمل صالح وطاعة لله تعالى حصلت في العالم، فلهم من الأجر مثل أجور عامليها، فسبحان من يختصّ بفضله من يشاء من عباده.
ومنها: أنّ الله سبحانه وتعالى سدّ جميع الطّرق بينه وبين العالمين، وأغلق دونهم الأبواب، فلم يفتح لأحد قطّ إلّا من طريقهم وبابهم.
ومنها: أنّه سبحانه خصّهم من العلم بما لم يخصّ به أهل بيت سواهم من العالمين، فلم يطرق العالم أهل بيت أعلم بالله وأسمائه وصفاته وأحكامه وأفعاله وثوابه وعقابه وشرعه ومواقع رضاه وغضبه وملائكته ومخلوقاته