ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أما إنّه قد صدقكم.
فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: إنّه قد شهد بدرا. وما يدريك لعلّ الله اطّلع على من شهد بدرا. قال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. فأنزل الله السّورة (الممتحنة: 1) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ... إلى قوله فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ» ) (?) .
16-* (عن صفوان بن محرز المازنيّ- رضي الله عنه- قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر- رضي الله عنهما- آخذ بيده إذ عرض رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في النّجوى؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟
فيقول: نعم. أي ربّ. حتّى إذا قرّره بذنوبه ورأى في نفسه أنّه هلك قال: سترتها عليك في الدّنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته. وأمّا الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم، ألا لعنة الله على الظّالمين» ) * (?) .
17-* (عن زيد بن أرقم- رضي الله عنه- أنّه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في سفر، أصاب النّاس فيه شدّة. فقال عبد الله بن أبيّ لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتّى ينفضّوا من حوله.
قال زهير: وهي قراءة من خفض حوله.
وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ. قال: فأتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلّم. فأخبرته بذلك.
فأرسل إلى عبد الله بن أبيّ فسأله فاجتهد يمينه ما فعل.
فقال: كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلّم. قال: فوقع في نفسي ممّا قالوه شدّة. حتّى أنزل الله تصديقي: إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ (المنافقون/ 1) . قال: ثمّ دعاهم النّبيّ صلى الله عليه وسلّم ليستغفر لهم. قال فلوّوا رؤوسهم. وقوله: كأنّهم خشب مسنّدة. وقال: كانوا رجالا أجمل شيء) * (?) .
18-* (عن أنس- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: «العبد إذا وضع فى قبره وتولّي وذهب أصحابه- حتّى إنّه ليسمع قرع نعالهم- أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرّجل محمّد صلى الله عليه وسلّم؟ فيقول: أشهد أنّه عبد الله ورسوله. فيقال: انظر إلى مقعدك من النّار، أبدلك الله به مقعدا من الجنّة.
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلّم فيراهما جميعا. وأمّا الكافر- أو المنافق- فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول النّاس. فيقال: لا دريت، ولا تليت. ثمّ يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلّا الثّقلين» ) * (?) .
19-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ قال: «هل