- عن أبي هريرة- رضي الله عنه-؛ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ حوضي أبعد من أيلة من عدن (?) لهو أشدّ بياضا من الثّلج. وأحلى من العسل باللّبن (?) . ولآنيته (?) أكثر من عدد النّجوم. وإنّي لأصدّ النّاس عنه كما يصدّ الرّجل إبل النّاس عن حوضه» قالوا: يا رسول الله! أتعرفنا يومئذ؟ قال: «نعم. لكم سيما (?) ليست لأحد من الأمم تردون عليّ غرّا محجّلين من أثر الوضوء» (?) .

- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتى المقبرة فقال: «السّلام عليكم دار قوم مؤمنين. وإنّا إن شاء الله، بكم لاحقون. وددت أنّا قد رأينا إخواننا» قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: «أنتم أصحابي.

وإخواننا الّذين لم يأتوا بعد» فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمّتك يا رسول الله؟ فقال: «أرأيت لو أنّ رجلا له خيل غرّ محجّلة. بين ظهري خيل دهم بهم (?) ... ألا يعرف خيله» قالوا: بلى. يا رسول الله! قال: «فإنّهم يأتون غرّا محجّلين من الوضوء. وأنا فرطهم على الحوض. ألا ليذادنّ رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضّالّ أناديهم:

ألا هلمّ (?) ! فيقال: إنّهم قد بدّلوا بعدك. فأقول سحقا (?) سحقا» (?) .

شهداء على الأمم:

الأمّة المحمّديّة خير الأمم وأفضلها، خصّها الله بأكمل الشّرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب، فهي وسط بين أهل الأديان فلم تغل كغلوّ النّصارى ولم تقصّر كتقصير اليهود، ولهذا جعلها الله شاهدة على الأمم يوم القيامة. فما من نبيّ ولا رسول تنكر أمّته قد بلّغ إلّا وتشهد له الأمّة المحمّدية بالبلاغ فيقبل قولها وشهادتها لما لها من الفضل والمنزلة قال الله تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015