قال ابن عبّاس ومجاهد وسعيد بن جبير: «كانوا يقولون: يا محمّد، يا أبا القاسم، فنهاهم الله عزّ وجلّ عن ذلك إعظاما لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم، وأمرهم أن يقولوا: يا نبيّ الله، يا رسول الله» » .

وقال قتادة- في تفسير الآية السّابقة-: أمر الله تعالى أن يهاب نبيّه صلّى الله عليه وسلّم وأن يبجّل وأن يعظّم وأن يسوّد (?) .

بخلاف ما خاطبت به الأمم السّابقة أنبياءها، فقال تعالى- حكاية عنهم-:

- قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ ... (?) .

- قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ (?) .

- إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللَّهَ ... (?) .

9- كلم جامع: (?)

فضّل الله- عزّ وجلّ- نبيّه صلّى الله عليه وسلّم على غيره من الأنبياء عليهم السّلام بأن أعطاه جوامع الكلم، فكان صلّى الله عليه وسلّم يتكلّم بالقول الموجز القليل اللّفظ الكثير المعاني (?) أعطاه مفاتيح الكلام وهو ما يسّره له من البلاغة والفصاحة، والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والألفاظ الّتي أغلقت على غيره وتعذّرت عليه (?) .

قال العزّ بن عبد السّلام- رحمه الله-: «ومن خصائصه أنّه بعث بجوامع الكلم، واختصر له الحديث اختصارا، وفاق العرب في فصاحته وبلاغته» (?) .

وممّا جاء في السّنّة دالّا على هذه الخاصّيّة:

- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «فضّلت على الأنبياء بستّ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرّعب، وأحلّت لي المغانم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافّة، وختم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015