غفير وجمعهم كثير فخصمهم حين جادلوه وصابرهم حين عاندوه وكابد من الشّدائد ما لم يثبت عليها إلّا كلّ معصوم ولم يسلم منها إلّا منصور إلى أن علت كلمته وظهرت دعوته.
وكلّ هذه آيات تنذر بالحقّ وتلائم الصّدق، لأنّ الله لا يهدي كيد الخائنين ولا يصلح عمل المفسدين، انتهى كلامه.
وردت الآيات القرآنيّة والأحاديث النّبويّة تصرّح بعلوّ منزلة نبيّنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم وأنّه أعلى النّاس قدرا، وأعظمهم محلّا وأكملهم محاسن وفضلا وأنّ الله تبارك وتعالى قد أكرمه بخصائص لم يعطها غيره من الأنبياء والمرسلين- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- والبشر.
قال صاحب القاموس: (خصّه) بالشيء، خصّا وخصوصا وخصوصيّة: فضّله (?) .
وقال في لسان العرب: خصّه بالشّيء يخصّه خصّا.. واختصّه: أفرده به دون غيره ويقال: اختصّ فلان بالأمر وتخصّص له إذا انفرد (?) .
هي ما اختصّ الله تعالى نبيّه صلّى الله عليه وسلّم وفضّله به على سائر الأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام وكذلك سائر البشر.
أولى العلماء رحمهم الله موضوع الخصائص النّبوية عناية كبرى قديما وحديثا فتناولوه بحثا وتأليفا فذكروا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم خصائص كثيرة انفرد بها عن إخوانه الأنبياء والمرسلين كما ذكروا له خصائص أخرى انفرد بها عن أمّته.
فمن العلماء رحمهم الله من صنّف تصانيف خاصّة بهذا الموضوع كصنيع الإمام العزّ بن عبد السّلام في كتاب «بداية السّول في تفضيل الرّسول» . والإمام ابن الملقّن في كتابه «خصائص أفضل المخلوقين» . والإمام جلال الدّين السّيوطيّ في كتابه «الخصائص الكبرى» ... وغير ذلك.
ومن العلماء رحمهم الله من أدرج موضوع الخصائص ضمن موضوعات أخرى كصنيع الإمام أبي نعيم