التّكلّف مصدر قولهم: تكلّف الشّيء يتكلّفه، وهو مأخوذ من مادّة (ك ل ف) ، الّتي تدور حول معنى الإيلاع بالشّيء والتّعلّق به، تقول: كلف بالأمر يكلف كلفا (تعلّق به وأولع) ، وأكلفته به: جعلته كلفا، والكلف في الوجه: سمّي (بذلك) لتصوّر كلفة به، وتكلّف الشّيء، أن يفعله الإنسان بإظهار كلف مع مشقّة تناله في تعاطيه، وصارت الكلفة في التّعارف اسما للمشقّة، يقال: كلف بالشّيء كلفا وكلفة، فهو كلف ومكلّف: لهج به. قال أبو زيد: كلفت منك أمرا كلفا. وكلف بها أشدّ الكلف أي أحبّها. والمكلّف والمتكلّف: الوقّاع فيما لا يعنيه. والمتكلّف: العرّيض لما لا يعنيه: يقال: كلفت هذا الأمر وتكلّفته. والكلفة: ما تكلّفت من أمر في نائبة أو حقّ. ويقال: كلفت بهذا الأمر: أي أولعت به. وفي الحديث: «اكلفوا من العمل ما تطيقون» ، وهو من كلفت بالأمر إذا أولعت به وأحببته. والكلف: الولوع بالشّيء مع شغل قلب ومشقّة. وكلّفه تكليفا أي أمره بما يشقّ عليه، وتكلّفت
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
1/ 12/ 17
الشّيء: تجشّمته على مشقّة وعلى خلاف عادتك. وفي الحديث: «أراك كلفت بعلم القرآن» وفي الحديث «أنا وأمّتي برءاء من التّكلّف» ، وكلفته إذا تحمّلته.
ويقال: فلان يتكلّف لإخوانه الكلف والتّكاليف. ويقال: حملت الشّيء تكلفة إذا لم تطقه إلّا تكلّفا، وهو تفعلة. وفي حديث عمر- رضي الله عنه- (نهينا عن التّكلّف) أراد كثرة السّؤال والبحث عن الأشياء الغامضة الّتي لا يجب البحث عنها، والأخذ بظاهر الشّريعة وقبول ما أنت به. قال ابن سيدة:
كلف الأمر وتكلّفه تجشّمه على مشقّة وعسرة. (?) .
وقول الله تعالى: وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (ص/ 86) أي وما أنا ممّن يتكلّف تخرّص القرآن وافتراءه، وقيل: لا أتكلّف ولا أتخرّص ما لم أومر به (?) .
قال المناويّ: التّكلّف: أن يحمل المرء على أن يكلف بالأمر كلفه بالأشياء الّتي يدعو إليها طبعه (?) .
وقال الرّاغب: التّكلّف: اسم لما يفعل بمشقّة أو تصنّع أو تشبّع (?) . وقال الفيروزابادىّ: التّكلّف: تحمّل الأمر