اتباع الهوى

الهوى لغة:

مصدر قولهم: هوى يهوي، وتدلّ المادّة الّتي اشتقّ منها على «الخلوّ والسّقوط.. ومن ذلك: الهواء بين السّماء والأرض سمّي بذلك لخلوّه، وكلّ خال هواء، قال تعالى: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (إبراهيم/ 43) أي خالية لاتعي شيئا، ويقال: هوى الشّيء يهوي أي سقط، والهاوية جهنّم؛ لأنّ الكافر يسقط فيها، والهوّة:

الوهدة العميقة، يقول ابن فارس: وهوى النّفس مأخوذ من المعنيين جميعا (أي من الخلوّ والسّقوط) لأنّه خال من كلّ شيء، ويهوي بصاحبه فيما لا ينبغي (?) ، وذهب الرّاغب إلى أنّه مأخوذ من معنى السّقوط فقط فقال: «وقيل سمّي بذلك لأنّه يهوي بصاحبه في الدّنيا إلى كلّ داهية وفى الآخرة إلى الهاوية (?) ، والهوى، مقصور: هوى النّفس، وجمعه أهواء، وإذا أضفته إليك قلت: هواي وبعض العرب يقول: هويّ، وقولهم: هذا الشّيء أهوى إليّ

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

24/ 8/ 50

من كذا أي أحبّ إليّ، وهوي بالكسر يهوي هوى، أي أحبّ، وهوى بالفتح يهوى هويّا، أي سقط إلى أسفل، وهوى وانهوى بمعنى وتهاوى القوم في المهواة، إذا سقط بعضهم في إثر بعض، واستهواه الشّيطان أي استهامه، قال تعالى كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ.. (الأنعام/ 71) أي استغوته وزيّنت له هواه ودعته إليه (?) وقال ابن منظور: وهوى النّفس: إرادتها، وقيل محبّة الإنسان الشّيء وغلبته على قلبه، قال تعالى: وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (النازعات/ 40) معناه: نهاها عن شهواتها وما تدعو إليه من معاصي الله- عزّ وجلّ-، وقيل الهوى: هوى الضّمير، ومتى تكلّم بالهوى مطلقا لم يكن إلّا مذموما، حتّى ينعت بما يخرج معناه عن الذّمّ كقولهم:

هوى حسن، وهوى موافق للصّواب (?) ، وأمّا قول الله تعالى: وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (ص/ 26) فمعناه: ولا تؤثر هواك في قضائك على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015