القصاص أمسك. وقال ابن الجوزيّ- رحمه الله تعالى-: «أخذ هذا المعنى الشّاعر فقال:
أبلغ أبا مالك عنّي مغلغلة (?) ... وفي العتاب حياة بين أقوام.
يريد أنّهم إذا تعاتبوا أصلح ما بينهم العتاب) * (?) .
4-* (قال ابن كثير- رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى البقرة/ 178) : «يقول الله تعالى: كتب عليكم العدل في القصاص أيّها المؤمنون حرّكم بحرّكم، وعبدكم بعبدكم، وأنثاكم بأنثاكم، ولا تتجاوزوا وتعتدوا كما اعتدى من قبلكم، وغيّروا حكم الله فيهم.
فأمر الله بالعدل في القصاص، ولا يتبع سبيل المفسدين المحرّفين المخالفين لأحكام الله فيهم كفرا وبغيا) * (?) .
5-* (وقال- رحمه الله تعالى- عند قوله تعالى:
وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ ... (البقرة/ 179) : يقول الله تعالى وفي شرع القصاص- وهو قتل القاتل- حكمة عظيمة، وهي بقاء المهج وصونها، لأنّه إذا علم القاتل أنّه يقتل انكفّ عن صنيعه، فكان في ذلك حياة للنّفوس، وفي الكتب المتقدّمة: القتل أنفى للقتل فجاءت هذه العبارة في القرآن أفصح وأبلغ وأوجز) * (?) .
6-* (قال المعرّيّ:
يد بخمس مئين عسجد وديت ... ما بالها قطعت في ربع دينار
فردّ عليه ابن القيمّ:
عزّ الأمانة أغلاها، وأرخصها ... ذلّ الخيانة فافهم حكمة الباري
ونسبت للإمام الشّافعيّ فتوى في هذه المسألة، قبل أبي العلاء وهو قوله:
هناك مظلومة غالت بقيمتها ... وها هنا ظلمت هانت على الباري
والأولى: دية اليد الّتي تقطع ظلما قصدا، ففداؤها خمسمائة دينار ذهبا؛ لأنّها يد حرّ شريف.
والثّانية يد السّارق الّتي تقطع في ربع دينار سرقته بالشّروط الّتي تتوافر لقطعها عند الفقهاء (?) .
1- القصاص يحقن الدّماء.
2- القصاص يريح النّفوس المظلومة.
3- القصاص زجر لمن تسوّل له نفسه القتل.
4- القصاص حياة كما قالت العرب: القتل أنفى للقتل.
5- الرّاضي بالقصاص هو المنتصر.