إليّ» ، فثابوا (?) إليه، ثمّ قال: «أمّا بعد، فإنّ هذا الحيّ من الأنصار يقلّون ويكثر النّاس، فمن ولي شيئا من أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم فاستطاع أن يضرّ فيه أحدا، أو ينفع فيه أحدا فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم» ) * (?) .
30-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «كان تاجر يداين النّاس، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعلّ الله أن يتجاوز عنّا، فتجاوز الله عنه» ) * (?) .
31-* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: كأنّي أنظر إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يحكي نبيّا من الأنبياء- صلوات الله وسلامه عليهم- ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدّم عن وجهه ويقول: «ربّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون» ) * (?) .
32-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:
كنت أمشي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعليه برد نجرانيّ (?) غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيّ، فجبذه بردائه جبذة (?) شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد أثّرت بها حاشية الرّداء من شدّة جبذته، ثمّ قال: يا محمّد،! مر لي من مال الله الّذي عندك، فالتفت إليه، فضحك، ثمّ أمر له بعطاء) * (?) .
33-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ما ضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئا قطّ بيده، ولا امرأة ولا خادما إلّا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه إلّا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى، فينتقم لله. عزّ وجلّ.) * (?) .
34-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أنّه غزا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل نجد، فلمّا قفل (?) رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتفرّق النّاس يستظلّون بالشّجر فنزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت شجرة وعلّق بها سيفه ونمنا نومة، فإذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعونا، وإذا عنده أعرابيّ.
فقال: «إنّ هذا اخترط (?) عليّ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا» ، فقال: من يمنعك منّي؟. فقلت: «الله» (ثلاثا) ولم يعاقبه وجلس) * (?) .