الحياء من أن يأثروا عليّ كذبا لكذبت عنه ... الحديث وفيه: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصّلاة، والصّدق، والعفاف، والصّلة ... »
الحديث) * (?) .
11-* (عن أمّ رومان- رضي الله عنها- قالت: بينا أنا عند عائشة إذ دخلت علينا امرأة من الأنصار، فقالت: فعل الله بابنها وفعل. قالت عائشة: ولم؟ قالت: إنّه كان فيمن حدّث الحديث.
قالت عائشة: وأيّ حديث؟ قالت: كذا وكذا.
قالت: وقد بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قالت: نعم.
وبلغ أبا بكر؟ قالت: نعم. قالت: فخرّت عائشة مغشيّا عليها فما أفاقت إلّا وعليها حمّى بنافض (?) قالت: فقمت فدثّرتها (?) . قالت: ودخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال: «ما شأن هذه» ؟ قالت: قلت يا رسول الله أخذتها حمّى بنافض. قال: «لعلّه في حديث تحدّث به» . قالت: فاستوت له عائشة قاعدة. قالت: والله لئن حلفت لكم لا تصدّقوني، ولئن اعتذرت إليكم لا تعذروني، فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه، والله المستعان على ما تصفون. قالت: وخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قالت: وأنزل الله عذرها، فرجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم معه أبو بكر فدخل فقال: «يا عائشة! إنّ الله- عزّ وجلّ- قد أنزل عذرك» . قالت: بحمد الله لا بحمدك.
قالت: قال أبو بكر لها: تقولين هذا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟.
قالت: نعم. قالت: فكان فيمن حدّث الحديث رجل كان يعوله أبو بكر، فحلف أبو بكر، أن لا يصله، فأنزل الله- عزّ وجلّ- وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ (النور/ 22) إلى آخر الآية. قال أبو بكر: بلى فوصله) * (?) .
12-* (عن مالك بن ربيعة السّاعديّ- رضي الله عنه- قال: بينما نحن عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذ جاءه رجل من بني سلمة. فقال: يا رسول الله، هل بقي من برّ أبويّ شيء أبرّهما به من بعد موتهما؟
قال: «نعم، الصّلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهودهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرّحم الّذي لا رحم لك إلّا من قبلهما» ) * (?) .
13-* (عن أبي كبشة الأنماريّ- رضي الله عنه- قال: إنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلّا زاده الله عزّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح الله له باب فقر- أو كلمة نحوها- وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه ويصل فيه رحمه،