يفرج له قبل الجنّة. فينظر إلى زهرتها وما فيها. فيقال له: هذا مقعدك. ويقال له: على اليقين كنت. وعليه متّ. وعليه تبعث إن شاء الله (?) . ويجلس الرّجل السّوء في قبره فزعا مشعوفا. فيقال له: فيم كنت؟
فيقول: لا أدري. فيقال له: ما هذا الرّجل؟ فيقول:
سمعت النّاس يقولون قولا فقلته. فيفرج له قبل الجنّة. فينظر إلى زهرتها وما فيها. فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك. ثمّ يفرج له فرجة قبل النّار. فينظر إليها. يحطم بعضها بعضا. فيقال له: هذا مقعدك. على الشّكّ كنت. وعليه متّ. وعليه تبعث، إن شاء الله تعالى» ) * (?) .
16-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الهدي الصّالح والسّمت الصّالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النّبوّة» ) * (?) .
17-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر، فمالوا إلى غار في الجبل، فانحطّت على فم غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم. فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها صالحة، فادعوا الله بها لعلّه يفرجها. فقال أحدهم: اللهمّ إنّه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار أرعى عليهم، فإذا أرحت (?) عليهم حلبت بدأت بوالديّ أسقيهما قبل ولدي، وإنّه ناء بي الشّجر فما أتيت حتّى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما، أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أبدأ بالصّبية قبلهما والصّبية يتضاغون عند قدميّ، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتّى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السّماء، ففرج الله لهم فرجة حتّى يرون (?) منها السّماء. وقال الثّاني: اللهمّ إنّه كانت لي ابنة عمّ أحبّها كأشدّ ما يحبّ الرّجال النّساء، فطلبت إليها نفسها، فأبت حتّى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتّى جمعت مائة دينار فلقيتها بها، فلمّا قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله، اتّق الله ولا تفتح الخاتم إلّا بحقّه، فقمت عنها، اللهمّ فإن كنت تعلم أنّي قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها، ففرج لهم فرجة. وقال الآخر: اللهمّ إنّي كنت استأجرت أجيرا بفرق أرزّ، فلمّا قضى عمله قال: أعطني حقّي، فعرضت عليه حقّه، فتركه ورغب عنه، فلم أزل أزرعه حتّى جمعت منه بقرا وراعيها، فجآءني وقال: اتّق الله ولا تظلمني وأعطني حقّي. فقلت: اذهب إلى تلك البقر وراعيها. فقال: اتّق الله ولا تهزأ بي. فقلت: إنّي لا أهزأ بك، فخذ تلك البقر وراعيها، فأخذه فانطلق.