وهو في سياقة الموت (?) - أنّه بكى طويلا وحوّل وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه أما بشّرك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بكذا؟ أما بشّرك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بكذا؟

قال: فأقبل بوجهه فقال: إنّ أفضل ما نعدّ شهادة أنّ لا إله إلّا الله، وأنّ محمّدا رسول الله، إنّي كنت على أطباق ثلاث (?) لقد رأيتني وما أحد أشدّ بغضا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم منّي ولا أحبّ إليّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته. فلو متّ على تلك الحال لكنت من أهل النّار. فلمّا جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: «مالك يا عمرو؟» قال: قلت: أردت أن أشترط، قال:

«تشترط بماذا؟» قلت: أن يغفر لي، قال: «أما علمت أنّ الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأنّ الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأنّ الحجّ يهدم ما كان قبله؟» وما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا أجلّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينيّ منه إجلالا له. ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأنّي لم أكن أملأ عينيّ منه. ولو متّ على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنّة. ثمّ ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها. فإذا أنا متّ فلا تصحبني نائحة ولا نار. فإذا دفنتموني فشنّوا عليّ التّراب شنّا (?) ثمّ أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها. حتّى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربّي) * (?) .

11-* (عن عكرمة بن خالد؛ أنّه سأل ابن عمر- رضي الله عنهما- عن العمرة قبل الحج؟

فقال: لا بأس. قال عكرمة: قال ابن عمر: «اعتمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يحجّ» ) * (?) .

12-* (عن ماعز التّميميّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أنّه سئل أيّ الأعمال أفضل؟. قال:

«إيمان بالله وحده، ثمّ حجّة برّة تفضل سائر الأعمال، كما بين مطلع الشّمس إلى مغربها» ) * (?) .

13-* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه قال: كان الفضل بن عبّاس رديف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصرف وجه الفضل إلى الشّقّ الآخر، قالت: يا رسول الله إنّ فريضة الله على عباده في الحجّ، أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الرّاحلة، أفأحجّ عنه؟ قال: «نعم» . وذلك في حجّة الوداع) * (?) .

14-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015