الآيات/ الأحاديث/ الآثار
6/ 13/ 13
لفظ الحجاب يستعمل في اللّغة مرادا به أحد أمرين: الأوّل أن يكون مصدرا، ومعناه حينئذ المنع ويرادفه الحجب، يقال: حجب الشّيء يحجّبه حجبا وحجابا منعه، يقول ابن فارس: الحاء والجيم والباء أصل واحد وهو المنع، يقال حجبته عن كذا أي منعته. وقال الرّاغب: الحجب والحجاب: المنع من الوصول.
الآخر أن يكون اسما، ويراد به: السّتر أو السّاتر، قال في الصّحاح: الحجاب: السّتر وحجاب الجوف: ما يحتجب بين الفؤاد وسائره (?) (أي الجوف) والحاجبان: العظمان فوق العينين بالشّعر واللّحم، وهذا على التّشبيه كأنّهما تحجبان شيئا يصل إلى العينين، والحاجب: المانع عن السّلطان، قال الجوهريّ: حاجب العين جمعه حواجب وحاجب الأمير (أو السّلطان) جمعه: حجّاب، وحواجب الشّمس نواحيها وذلك على التّشبيه بحواجب الإنسان، والحجبة رأس الورك، وهذا على التّشبيه أيضا لإشرافها عليه.
ويقال: احتجب الملك عن النّاس (في معنى امتنع) ، واستحجبه ولّاه الحجابة (أي جعله حاجبا له) ، ويقال: قد احتجب وتحجّب إذا اكتنّ من وراء حجاب.
وامرأة محجوبة: قد سترت بستر. والحجاب:
اسم ما احتجب به، وكلّ ما حال بين شيئين: حجاب، والجمع حجب لا غير. وقوله تعالى: وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ معناه: ومن بيننا وبينك حاجز في النّحلة والدّين. وفي حديث أبي ذرّ- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله يغفر للعبد ما لم يقع الحجاب» قيل: يا رسول الله، وما الحجاب؟ قال: «أن تموت النّفس، وهي مشركة، كأنّها حجبت بالموت عن الإيمان» .
وقال ابن شميل في حديث ابن مسعود: من اطّلع الحجاب واقع ما وراءه، أي إذا مات الإنسان واقع ما وراء الحجابين: حجاب الجنّة وحجاب النّار لأنّهما قد خفيا.
وقيل اطّلاع الحجاب: مدّ الرّأس لأنّ المطالع يمدّ رأسه ينظر من وراء الحجاب وهو السّتر (?) .