وخصوص من وجه، يجتمعان في الثّناء باللّسان على النّعمة، وينفرد الحمد في الثّناء باللّسان على النّعمة، وعلى ما ليس بنعمة من الجميل الإختياريّ، وينفرد الشّكر بالثّناء بالقلب والجوارح على خصوص النّعمة فالحمد أعمّ متعلّقا وأخصّ آلة، والشّكر بالعكس (?) .
قال ابن القيّم- رحمه الله- إنّ الحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبّه وتعظيمه، فلابدّ فيه من اقتران الإرادة بالخير، بخلاف المدح فإنّه إخبار مجرّد (?) .
بيد أنّ الثّناء لا يكون إلّا قوليّا بخلاف نظيريه فإنّهما يكونان بالقول والفعل، وقيل: الحمد لله ثناء على الله بأسمائه وصفاته الحسنى، والشّكر لله ثناء عليه بنعمه وأياديه (?) . وقيل: الحمد في كلام العرب هو الثّناء الكامل، وهو نقيض الذّمّ، وهو أعمّ من الشّكر (?) . قلت: والثّناء أعمّ منهما إذا كانا باللّسان، وكلّ حامد لربّه بلسانه أو شاكر له فهو مثن عليه بما هو أهله، وقد سوّى بعض العلماء بين الثّناء والحمد فيما يتعلّق بكونهما من فعل اللّسان، بخلاف الشّكر الّذي قد يكون باللّسان وبالجوارح وبالقلب (?) قال القرطبيّ: الصّحيح أنّ الحمد ثناء على الممدوح (?) بصفاته من غير سبق إحسان، والشّكر ثناء على المشكور بما أولاه من إحسان، وقد أثنى الله عزّ وجلّ بالحمد على نفسه، وافتتح به كتابه (?) .
لقد تضمّن القرآن الكريم آيات عديدة تتضمّن ثناء على المولى عزّ وجلّ، وإذا كان من الثّناء ما يشعر بتعظيم من يثنى عليه فإنّ حمد الله عزّ وجلّ وتسبيحه وتكبيره تدخل كلّها في باب الثّناء وسوف نكتفي هنا بما ورد فيه ثناء مباشر على المولى عزّ وجلّ أو ثناء منه سبحانه على من رضي من خلقه أمّا الآيات الخاصّة بالحمد والشّكر والتّسبيح والتّهليل ونحوها ممّا يتضمّن الثّناء عليه سبحانه فقد ذكرت في الصّفات المعقودة لها ممّا أغنى عن إعادتها هنا (?) .
[للاستزادة: انظر صفات: الحمد- الذكر- الشكر- الكلم الطيب- الاعتراف بالفضل.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: الهجاء- نكران الجميل- الإعراض- التفريط والإفراط- الكبر والعجب] .