والقراءة تطلق عليهما معا أي الأداء والتّلاوة إذ هي أعمّ منهما (?) .
ذكر أهل التّفسير أنّ التّلاوة في القرآن على أوجه:
أحدها: القراءة، ومنه قوله تعالى في آل عمران/ 93: قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.
والثّاني: الاتّباع، ومنه قوله تعالى في الشّمس/ 2: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها.
والثّالث: العمل، ومنه قوله تعالى في البقرة/ 121: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ، أي يعملون به حقّ عمله، قاله مجاهد في تفسيره (1/ 87) .
والرّابع: الرّواية كما في قوله تعالى في البقرة/ 102: وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ.
الخامس: الإنزال كما في قوله تعالى في (القصص/ 3) : نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ (?) .
قال ابن بطّال: المراد بقوله صلّى الله عليه وسلّم: «زيّنوا القرآن بأصواتكم» المدّ والتّرتيل، والمهارة في القرآن جودة التّلاوة بجودة الحفظ فلا يتلعثم ولا يتشكّك وتكون قراءته سهلة بتيسير الله تعالى كما يسّره على الكرام البررة (?) .
وقال ابن حجر- رحمه الله-: والّذي يتحصّل من الأدلّة أنّ حسن الصّوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنا فليحسّنه ما استطاع. ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النّغم؛ فإنّ الحسن الصّوت يزداد حسنا بذلك، وإن خرج عنها أثّر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربّما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات، فإن خرج عنها لم يف تحسين الأداء، فإن وجد من يراعيهما معا فلا شكّ في أنّه أرجح من غيره لأنّه يأتي بالمطلوب من تحسين الصّوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء والله أعلم (?) .
اتّفق الباحثون في علم التّجويد على أنّ للقراءة ثلاث مراتب: هي التّرتيل والحدر والتّدوير، وأضاف بعضهم مرتبة رابعة هي التّحقيق، وزاد آخرون مرتبة خامسة أطلقوا عليها «الزّمزمة» وقد جاء في القرآن