ربّك، كلّ ذلك يلتفت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى جبريل ليشير عليه ولا يكره ذلك جبريل، فرفعه عند الخامسة فقال:

يا ربّ إنّ أمّتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم فخفّف عنّا، فقال الجبّار: يا محمّد، قال لبّيك وسعديك، قال: إنّه لا يبدّل القول لديّ كما فرضت عليك في أمّ الكتاب قال فكلّ حسنة بعشر أمثالها فهي خمسون في أمّ الكتاب وهي خمس عليك، فرجع إلى موسى فقال: كيف فعلت؟ فقال: خفّف عنّا، أعطانا بكلّ حسنة عشر أمثالها. قال موسى: قد والله راودت بنى إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه، ارجع إلى ربّك فليخفّف عنك أيضا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا موسى، قد والله استحييت من ربّى ممّا اختلفت إليه، قال:

فاهبط باسم الله، قال: واستيقظ وهو في مسجد الحرام» ) * «1» .

من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (التفاؤل)

1-* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما- الفرق بين الفأل والطّيرة أنّ الفأل من طريق حسن الظّنّ بالله، والطّيرة لا تكون إلّا في السّوء فلذلك كرهت) * «2» .

2-* (قال الحليميّ: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعجبه الفأل؛ لأنّ التّشاؤم سوء ظنّ بالله تعالى بغير سبب محقّق. والتّفاؤل حسن ظنّ به، والمؤمن مأمور بحسن الظّنّ بالله تعالى على كلّ حال) * «3» .

3-* (قال الطّيبيّ: معنى التّرخّص في الفأل والمنع من الطّيرة هو أنّ الشّخص لو رأى شيئا فظنّه حسنا محرّضا على طلب حاجته فليفعل ذلك. وإن رآه بضدّ ذلك فلا يقبله بل يمضي لسبيله. فلو قبل وانتهى عن المضيّ فهو الطّيرة الّتي اختصّت بأن تستعمل في الشّؤم) * «4» .

من فوائد (التفاؤل)

(?) حسن الظّنّ بالله تعالى.

(?) يجلب السّعادة إلى النّفس والقلب.

(?) ترويح للمؤمن وسرور له.

(?) في الفأل تقوية للعزائم ومعونة على الظّفر وباعث على الجدّ.

(5) في التّفاؤل اقتداء بالسّنّة المطهّرة وأخذ بالأسوة الحسنة حيث كان المصطفى صلّى الله عليه وسلّم يتفاءل في حروبه وغزواته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015