حتّى فجأه الحقّ) وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: «ما أنا بقارئ» قال فأخذني فغطّني حتّى بلغ منّي الجهد (?) . ثمّ أرسلني فقال:
اقرأ. قال قلت: «ما أنا بقارىء» . قال فأخذني فغطّني الثّانية حتّى بلغ منّي الجهد. ثمّ أرسلني فقال: اقرأ.
فقلت: «ما أنا بقارىء» فأخذني فغطّني الثّالثة حتّى بلغ منّي الجهد. ثمّ أرسلني فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (96/ العلق: الاية 1- 5) فرجع بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ترجف بوادره (?) حتّى دخل على خديجة فقال: «زمّلوني (?) زمّلوني» فزمّلوه حتّى ذهب عنه الرّوع (?) . ثمّ قال لخديجة: «أي خديجة مالي» وأخبرها الخبر. قال «لقد خشيت على نفسي» قالت له خديجة: كلّا أبشر. فو الله لا يخزيك الله أبدا.
والله إنّك لتصل الرّحم، وتصدق الحديث. وتحمل الكلّ (?) ، وتكسب المعدوم (?) ، وتقري الضّيف (?) ، وتعين على نوائب الحقّ. فانطلقت به خديجة حتّى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى. وهو ابن عمّ خديجة، أخي أبيها. وكان امرأ تنصّر في الجاهليّة. وكان يكتب الكتاب العربيّ ويكتب من الإنجيل بالعربيّة ما شاء الله أن يكتب. وكان شيخا كبيرا قد عمي. فقالت له خديجة: أي عمّ اسمع من ابن أخيك. قال ورقة بن نوفل: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خبر ما رآه. فقال له ورقة: هذا النّاموس (?) الّذي أنزل على موسى صلّى الله عليه وسلّم.
يا ليتني فيها جذعا (?) يا ليتني أكون حيّا حين يخرجك قومك. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أو مخرجيّ هم؟» قال ورقة: نعم. لم يأت رجل قطّ بما جئت به إلّا عودي.
وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا» ) * (?) .
6-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- أنّه قال للمعرور بن سويد لمّا لقيه بالرّبذة (?) وعليه حلّة (?) وعلى غلامه حلّة: ساببت رجلا فعيّرته بأمّه، فقال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «يا أبا ذرّ أعيّرته بأمّه؟ إنّك امرؤ فيك جاهليّة. إخوانكم خولكم (?) جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممّا يأكل،