والموات، بالضّمّ: الموت. مات يموت موتا والأصل فيه موت. والموت: خلق من خلق الله تعالى. ورجل ميت وميّت، وقيل: الميت الّذي مات، والميّت والمائت: الّذي لم يمت بعد. قيل وهذا خطأ وإنّما ميّت يصلح لما قد مات ولما سيموت. قال الله تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (الزمر/ 30) .

وجمع بين اللّغتين عديّ بن الرّعلاء فقال:

ليس من مات فاستراح بميت ... إنّما الميت ميّت الأحياء

وقوم موتى وأموات وميّتون وميتون.

وفي التّنزيل العزيز: لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً (الفرقان/ 49) قال الزّجّاج: الميت هو الميّت بالتّشديد إلّا أنّه يخفّف والمعنى واحد، ويستوي فيه المذكّر والمؤنّث.

وقوله تعالى: فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (البقرة/ 132) . قال أبو إسحاق: إن قال قائل كيف ينهاهم عن الموت وهم إنّما يماتون؟ قيل: إنّما وقع هذا على سعة الكلام وما تكثر العرب استعماله، والمعنى الزموا الإسلام، فإذا أدرككم الموت صادفكم مسلمين.

وحديث دعاء الانتباه: «الحمد لله الّذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النّشور» . وسمّي النّوم موتا لزوال العقل والحركة.

والميتة: ضرب من الموت. وجمعها ميت. ومنه ما جاء في حديث الفتن: «فقد مات ميتة جاهليّة» .

أنواع الموت:

الموت يقع على أنواع بحسب أنواع الحياة:

فمنها ما هو بإزاء القوّة النّامية الموجودة في الحيوان والنّبات كقوله تعالى: يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها (الروم/ 50) .

ومنها زوال القوّة الحسّيّة كقوله تعالى: يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا (مريم/ 23) .

ومنها زوال القوّة العاقلة، وهي الجهالة، كقوله تعالى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ (الأنعام/ 122) .

ومنها الحزن والخوف المكدّر للحياة كقوله تعالى: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ (إبراهيم/ 17) .

ومنها المنام كقوله تعالى: وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها (الزمر/ 42) ، وقد قيل: المنام الموت الخفيف، والموت: النّوم الثّقيل.

والمستميت المستقتل الّذي لا يبالي الموت في الحرب وفي حديث بدر «أرى القوم مستميتين» أي مستقتلين، وهم الّذين يقاتلون على الموت (?) .

واصطلاحا:

قال الجرجانيّ: الموت: صفة وجوديّة خلقت ضدّا للحياة.

وقال ابن الجوزيّ: الموت: حادث تزول معه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015