شهر"، والطير تظلله، والأنسر عن يمينه وشماله، والجن من ورائه. فمر بالمدينة، وذكر أنها مهجر نبي كريم يخرج في أخر الزمان من العرب، ثم سار إلى مكة فطاف بالبيت، وملكها حينئذ البشر بن الأغلب الجرهمي قد ورث الملك عن آبائه، وهو تحت طاعة بلقيس على عادة آبائه. ثم سار إلى نجران، وبها أفعى نجران، وهو القلمس بن عمرو الحميري، قد ورث ملكها عن آبائه إلا أنهم تحت سلاطين اليمن، وكان أحكم العرب في وقته.

فلما رأى طوالع عسكر سليمان قد طلعت بتواضع وتذلل قال: تواضع وذلة وعز وقدرة، إن الأمر سماوي. ثم جمع أهل نجران وهي حينئذ دار علم، فاجتمع الرأي أن يلبس عباءة ويسير إليهم بثلاثة: كهانة وطب وحكمة، فإن كان فيهم نبي لم يحتاجوا إلى شيء من ذلك.

فلما سار إليهم رأي الجبال تسبح بين يدي سليمان والطير تظلله، فقال: قد بطلت حكمتي. ثم نظر إلى البقل بين يديه، وكل بقلة تقول: يا نبي الله، اسمي كذا وأنفع بين كذا وأضر في كذل، فقال: بطلت كهانتي وطبي! فآمن به.

ورجع إلى قومه، فقالوا له: ما رأيت؟ قال: "الرائد لا يكذب أهله"، وأرسلها مثلا. وكتب إلى بلقيس: إني رأيت قوماً لبسوا الذل تحت العز، والفاقة تحت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015