يوحي إليه في أمر ذي القرنين فيبلغه، فقال له الخضر: أمرت أن تسير إلى المغرب، وتبلغ وداي الياقوت.
فسارا وداسا الأمم وذو القرنين يقتل ويسبي. ومر على سودان زرق العيون، وعلى أخر آذانهم كآذان الجمال، ثم على أخر آذن الرجل منهم من أعلى رأسه إلى [ذقنه] ، وغلب على أرض السودان، وجلب منهم مما بين يدي عسكره.
ثم جاز إلى الأندلس، فغلب على أقطارها. ثم رام ركوب البحر المحيط، فرأى الرياح تعلو بموجه كالجبال، فبنى هنالك منارة نحاس عقد بها عاصفات الرياح. ثم سكن البحر، ولان ركوبه حتى انتهى إلى عين الشمس "فوجدها تغرب في عين حمئة"، ووجد دونها جزائر فيها أمم لا يفقهون ما يقال لهم، فأراد قتلهم، فقال له الخضر: "إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً.. (الآية) ثم أتبع سبباً"، وهو المنام يراه فيفسره له الخضر. فسار حتى بلغ أرض الرمل، فأقبلت الشمس حتى وقعت في العين الحمئة، فكاد يهلك هو ومن معه من وجبة الشمس. ووجد وادي الرمل يسيل بالرمال كالجبال، فرام أن يعبره فلم يطق، فأقام عليه أربعة أيام حتى دخل عليه السبت