فقال رجل: لقد رأيت منه عجباً: انتحيت وادياً فإذا أنا بعين خرارة، وروضة مرهامة، وشجرة عادية، وإذا به قاعد إلى أصل الشجرة وبيده قضيب وقد ورد على العين سباع كثيرة، فكلما ورد سبع وأقام ضربه وقال: تنح حتى يشرب صاحبك! فلما رأيت ذلك ذعرت، فالتفت إلي وقال: لا تخف، فالتفت فإذا بقبرين بينهما مسجد، فقلت: ما هذان القبران؟ قال: هنا قبرا أخوين كانا لي، وكنا نعبد الله في هذا الموضع، فمرا وبقيت، وأنا أعبد الله بينهما حتى ألحق بهما. فقلت له: أفلا تلحق بقومك فتكون في خيرهم! فقال: ثكلتك أمك أما علمت أن ولد إسماعيل تركت دين أبيها، واتبعت الأضداد، وعظمت الأنداد؟ ثم أقبل على القبرين، فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015