قال: ثم إن يذكر وخزيمة خرجا يطلبان القرظ فمرا بهوة من الأرض فيها نحل، فنزل يذكر ليشتار عسلا، ودلاه خزيمة بحبل. فلما فرغ قال يذكر: أصعدني؛ فقال: لا والله حتى تزوجني ابنتك فاطمة! فقال: أما على هذه الحال فلا يكون أبدا! فتركه حتى مات. ففيه وقع الشر بين قضاعة وربيع.
قال: وأما الأصغر فإنه خرج يطلب القرظ، فلم يرجع، ولا يدرى ما كان من خبره، فصار حديثهما مثلا في انقطاع الغيبة. قال أبو ذؤيب:
وحتى يؤوب القارظان كلاهما ... وينشر في القتلى كليب لوائل
ومثله: "حتى يؤوب المنخل".
قال ابن قتيبة: وكان سيد ضبيعة في الجاهلية الحارث بن عبد الله الأضجم، وهو الذي قال: ما قبلتم يدي حتى لطمتم خدي مراراً فصبرت!