فقاتلوهم ومنهم عنترة؛ فقال له أبوه: كر يا عنترة! فقال: العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلب والرعي! قال: كر وأنت حر! فكر وهو يقول: أنا الهجين عنتره كل امرئ يحمي حره أسوده وأحمره فقاتل يومئذ قتالا شديداً، وأبلى بلاء حسناً؛ فادعاه أبوه بعد ذلك، وألحق نسبه به".

"وهو أحد أغربة العرب"؛ وأنشد النبي صلى الله عليه قول عنترة:

ولقد أبيت على الطوى وأظلله ... حتى أنال به كريم المأكل

فقال: "ما وصف لي أعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة".

"وقيل له: أنت أشجع العرب وأشدها؟ قال: لا، قيل فبم شاع لك هذا في الناس؟ قال: كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزماً، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزماً، ولا أدخل موضعاً لا أرى منه مخرجاً، وكنت أعتمد الضعيف الجبان، فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع، فأنثني إليه فأقتله".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015